تتمة ( تاريخ كأس العالم ) : قصص غريبة ، و أحداث طريفة ، يرويها لنا تاريخ عريق
كنا قد ذكرنا في تقريرنا السابق نبذة سريعة عن تاريخ كأس العالم وتوقفنا
في عدة محطات من هذه البطولة العريقة و على مدار تاريخها الطويل ، و كنا
قد وعدناكم كذلك بالمزيد من التقارير عن البطولة القادمة 2010 بجنوب
أفريقيا ، و عن مدنها وملاعبها ، وتفاصيل مجموعاتها و منتخبات كل مجموعة
على حدة ، و كذلك ابرز النجوم المشاركين و الغائبين عن هذا الحدث الكبير ،
لذلك فقد ارجأنا الحديث عن هذه التفاصيل إلى ما بعد صدور القوائم النهائية
للأسماء المشاركة في هذه البطولة كاملة ، لكي يكون الإنطباع الفني عن
الفرق المشاركة أدق و أشمل ، و كذلك لكي نستطيع أن نعطي التقييم الحقيقي
لكل فريق مشارك في هذه المناسبة الكبرى .
و مع أن كأس العالم تعتبر أكثر البطولات جدية حول العالم ، إلا أنها لم
تخلو من بعض القصص الغريبة و المثيرة و الطريفة في بعض الأحيان ، مما أضفى
على تاريخ هذه البطولة رونقاً و مذاقاً خاصاً لا تجده إلا في ( كأس العالم
) ، فلذلك دعونا نستعرض أبرز هذه القصص على مدار تاريخ المونديال الطويل
.....
أولاً /أغرب القصص و المواقف عبر تاريخ البطولة
( ضحك البرازيليون على سقوط سروال مياتزا ، فإنتقم منهم بشدة )ففي كأس العالم الثالثة عام 1938 بفرنسا كانت المباراة على ملعب فيلدورم
بمدينة مرسيليا الفرنسية, و كانت المناسبة هي مباراة دور الأربعة بين
ايطاليا و البرازيل ، و حينها احتسب حكم المباراة السويسري هانس ويتريخ
ركلة جزاء لمصلحة مهاجم المنتخب الايطالي جوسيبي مياتزا ( وهو اشهر مهاجم
في تاريخ ايطاليا و قد لعب للعريقين أي سي ميلان و انترميلان فلذلك يطلق
اسمه على الملعب الكائن في مقاطعة سان سيرو مناصفة بين الناديين ) و حينما
هم مياتزا بتسديد ركلة الجزاء سقط سرواله الداخلي القصير بالكامل ليثير
ضحك كل المتواجدين في الملعب و من بينهم حارس المرمى البرازيلي والتر
جويليرت الذي كان قريبا من الواقعة ليستغل مياتزا استغراق جويليرت في
الضحك عليه و يسدد الكرة في المرمى هدفا لايطاليا ضاعف به النتيجة الى
هدفين لمصلحة منتخب ايطاليا، وقد احتج البرازيليون بعدها ، الا ان حكم
اللقاء احتسب الهدف و خرج البرازيليون من اللقاء مهزومين بهدفين لهدف
ليبكي الحارس جويليرت كثيراً بعد المباراة اكثر من ضحكه على مياتزا قبل
تنفيذ الركلة !!
جيوسيبي مياتزا المهاجم الأشهر في تاريخ إيطاليا
( يخبئ كأس العالم مع حذاءه تحت السرير ، فيثمن له العالم هذا التصرف )عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية عام 1939، كانت ايطاليا هي آخر بطلة
لكأس العالم في عام 1938 ، و نظراً لتوقف كأس العالم لفترتين عامي 1942 و
1946 ، فقد قام نائب الإتحاد الإيطالي حينها د.اوتورينو باراتسي بإخفاء
كأس العالم ( نسخة جول ريميه القديمة ) تحت سريره داخل علبة حذاءه الخاص
طوال فترة احتفاظ ايطاليا بلقب البطولة لمدة 12 عاماً حتى موعد البطولة
القادمة في البرازيل عام 1950 خوفاً من تعرض الكأس للسرقة خصوصاً و ان
الكثير من مدن ايطاليا قد طالتها آثار هذه الحرب ، و قد ذكر موقع فيفا
الرسمي هذه الحادثة مشيداً بدور باراتسي في الحفاظ على هذه الكأس .
نائب الإتحاد الإيطالي اوتورينو باراتسي
( الهند تنسحب بسبب شرط إرتداء الأحذية )عندما تأهلت الهند لنهائيات كأس العالم 1950 بالبرازيل ، طالب المنتخب
الهندي بالسماح للاعبيه باللعب حفاة أثناء البطولة لعدم تعود لاعبيه على
اللعب بأحذية في مباريات كرة القدم ، و لأنه من الطبيعي أن يرفض الفيفا
طلبهم ، قرر المنتخب الهندي الإنسحاب من تلك البطولة إحتجاجاً على هذا
الرفض !!
لاعبو المنتخب الهندي داخل أرض الملعب بلا أحذية
( يوم حداد وطني ، و 17 حالة وفاة ، و رغبة في الإنتحار ، كل ذلك بسبب خسارة مباراة )و من اشد ردود الفعل على نتيجة مباراة في تاريخ كأس العالم ، كانت بعد
هزيمة البرازيل في نهائي عام 50 أمام الأورجواي ، حيث ذكر ان 17 مواطنا
ماتوا فوراً بعد هذه الهزيمة المفاجئة و التي كانت على استاد الماراكانا
الشهير بالبرازيل, كما اعلن في اليوم التالي يوم حداد وطني في البرازيل .
و اضطرت العديد من المؤسسات الحكومية البرازيلية الى اقفال مكاتبها و
ايقاف اعمالها لعدة أيام لإعتصام أغلب العمال عن الذهاب الى العمل و
مغادرة منازلهم احتجاجا على الهزيمة المؤلمة لهم . بل و ذكر حارس المنتخب
البرازيلي باربوسا في مقابلة تلفيزيونية اجريت له مؤخراً بأنه ما زال يشعر
بعذاب الضمير لشعوره بأنه المتسبب في الهدف الثاني و هو هدف الفوز
للأورجواي في اللقاء ، و انه فكر كثيراً في الإنتحار !!
الصدمة تخيم على الجمهور البرازيلي الغفير بعد هدف الأورجواي الثاني
( طفل أعمى يحسم التأهل للنهائيات )في التصفيات التي سبقت مونديال عام 54 بسويسرا قام الإتحاد الدولي بتقسيم
فرق أوروبا إلى عشرة مجموعات ، و كانت بعض هذه المجموعات تتكون من فريقين
إثنين فقط ، بحيث يلعبان ذهاباً و إياباً و يتأهل الفائز منهما بمجموع
النقاط دون النظر إلى الأهداف ، و كانت إحدى المجموعات تضم إسبانيا و
تركيا فقط !! فإنتصرت إسبانيا ذهاباً في مدريد 4 - 1 ، و انتصرت تركيا
إياباً بهدف دون مقابل ، فأقام الفيفا مباراة فاصلة بين المنتخبين في
إيطاليا بعد المباراة التي انتصرت فيها تركيا بثلاثة أيام . و حدث أن
تعادل المنتخبان في المباراة الفاصلة بهدفين لكل منهما ، و بدلاً من ان
يتجها إلى الأشواط الإضافية و ركلات الترجيح ، قام الفيفا بإحضار طفل
إيطالي صغير أعمى ليجري قرعة بين المنتخبين لتحديد المتأهل ، فكانت
النتيجة تأهل المنتخب التركي إلى النهائيات ، وهو أول تأهل لتركيا في
تاريخها لنهائيات كأس العالم ، بل كان الوحيد حتى تأهلت بعد ذلك لنهائيات
2002 في كوريا و اليابان .
اللقاء الفاصل بين المنتخبين التركي و الإسباني عام 1954
( " بيكلز " كلب يعيد لإنجلترا كأس العالم )ما زالت انجلترا مدينة بالفضل للكلب بيكلز ( أكرمكم الله ) الذي حفظ ماء
وجهها بايجاده لكأس العالم ( نسخة جول ريميه القديمة ) بعد سرقته قبل أيام
من حفل افتتاح بطولة كأس العالم 1966 بلندن . بعد ان قام احد اللصوص بسرقة
كأس العالم المعروض قبل البطولة بأحد المعارض الفخمة في لندن لعرضه على
المواطنين و السياح , و بعد ان فشلت جميع محاولات الشرطة و القوات الملكية
لإيجاد الكأس و اعادته الى اللجنة المنظمة ، لأن السارق حينها كان قد خبأ
الكأس و دفنه في مكان لا يخطر على بال احد , ألا وهي الحديقة المركزية
العامة بلندن حيث عثر عليه الكلب الاليف بيكلز . و بذلك فقد حفظ بيكلز ماء
وجه الانجليز الذين لم يستطيعوا حتى اليوم الوصول الى سارق الكأس الذي
اختفى و لم يكشفه أحد حتى الآن .
الكلب الإنجليزي " بيكلز " والذي اصبح فيما بعد بطلاً قومياً للإنجليز
( يحتجون على تواجد من أهداهم لقب البطولة )عندما كانت انجلترا تستعد لإستضافة مونديال عام 66 ، كان الكل من جماهير و
اعلام يحتجون على استدعاء المدرب رالف رامزي للمهاجم جيف هيرست ،
لإختلافهم معه حول الكفاءة الفنية لهذا المهاجم ، إلا أن هيرست كان
العلامة الفارقة في المننتخب الإنجليزي ، بل تمكن من تسجيل أربعة أهداف
خلال البطولة ، ثلاثة منها في النهائي الشهير أمام ألمانيا الغربية لينتهي
اللقاء بفوز إنجلترا4 - 3 و يرد هيرست على كل المعارضين لإستدعائه بأن
أهداهم لقب كأس العالم الوحيد في تاريخهم .
جيف هيرست مهاجم منتخب إنجلترا لعام 66
و من ذكريات بطولة عام 66 الشهيرة ، قصة أخرى غريبة للمدرب الإنجليزي رالف
رامزي و الذي اجبره الإتحاد الدولي على الإعتذار بعد شتمه للمنتخب
الأرجنتيني ووصفهم بالحيوانات ( و ذلك نظراً للعلاقات السياسية المتوترة
بين البلدين ) و كذلك قام بمنع لاعبيه من تبادل القمصان مع لاعبي منتخب
الأرجنتين كي لاتهان الفانيلة الإنجليزية ( على حد قوله ) .
رالف رامزي المدرب الإنجليزي الشهير
( من شابه اباه فما ظلم )التقت فرنسا بالأورجواي في كأس العالم 1966 بإنجلترا و كان ضمن لاعبي
المنتخب الفرنسي نجمه المعروف آنذاك جان دجوركاييف ، و في الجانب المقابل
كان مع منتخب الأورجواي نجمه بابلو فورلان . و بالرغم من مرور الأعوام و
السنين إلا أن التاريخ أبى إلا أن يعيد نفسه في عام 2002 في كأس العالم
بكوريا و اليابان حين التقت فرنسا بالأورجواي ، و تواجه حينها الإبنان
الفرنسي يوري دجوركاييف ، و الأورجوياني دييغو فورلان ، فبذلك سيذكر تاريخ
كأس العالم للعائلتين هذه المصادفة الغريبة دون غيرهما !!
جان دجوركاييف الأب
و هنا ابنه يوري دجوركاييف
بابلو فورلان الأب
وهنا ابنه دييغو فورلان
( نجوم حرامية !! )بينما كان المنتخب الانجليزي يستعد في العاصمة الكولومبية بوغوتا لخوض
لقاء ودي مع المنتخب الكولومبي استعدادا لنهائيات كأس العالم 1970
بالمكسيك , اعتقلت السلطات الكولومبية نجم و قائد المنتخب الانجليزي
المدافع الشهير بوبي مور لسرقته اسواراً ماسية من محل لبيع المجوهرات في
العاصمة الكولومبية . حيث كان برفقة زميله مهاجم مانشستر يونايتد و
المنتخب بوبي تشارلتون الذي ذهب لشراء هدية خاصة لزوجته .
و بالرغم من ان بوبي مور سافر الى الاكوادور مع المنتخب الانجليزي ليلعب
هناك لقاءاً ودياً اخراً , إلا أنه و عند العودة مع المنتخب الانجليزي الى
معسكرهم في كولومبيا للاستعداد الى الذهاب الى المكسيك و خوض البطولة , تم
اعتقاله في المطار و وضعه تحت رهن الاعتقال لمدة اربعة ايام على ذمة
التحقيق ليذهب المنتخب الانجليزي من دونه الى المكسيك للعب البطولة . لكن
مور خرج بعد ذلك من السجن بعد وساطة دبلوماسية قام بها وزير الخارجية
البريطاني هارولد ويلسون بنفسه , ليلحق بمنتخب بلاده في المكسيك حيث بطولة
كأس العالم و التي كانت قد بدأت .
النجم الإنجليزي الشهير بوبي مور
و قد حدثت حادثة مشابهة لهذه الحادثة في كأس العالم 2002 حينما اتهم لاعب
خط وسط منتخب السنغال خليلو فاديغا بسرقة مجوهرات ، لكن و بالرغم من هذا
الإتهام إلا أن فاديغا كان من أهم عوامل فوز السنغال على بطلة العالم
فرنسا بادائه العالي و تسجيله لأحد هدفي المباراة .
لاعب وسط منتخب السنغال خليلو فاديغا
( الحكام العرب يضعون بصمتهم في تاريخ المونديال بأخطاء فاضحة )ارتكب الحكم الدولي المصري علي حسين قنديل الخطأ الاغرب في نهائيات كأس
العالم و ذلك في لقاء الدور الأول بين المكسيك و السلفادور في نهائيات كأس
العالم 1970 بالمكسيك ، فقد احتسب قنديل ضربة حرة مباشرة للمنتخب
السلفادوري ، لكن لاعبي المكسيك خطفوا الكرة على غفلة من الحكم المصري و
قادوا هجمة مرتدة اثمرت عن هدفاً احرزه اللاعب المكسيكي خافيير اساتينتي,
و لم تنفع ابداً احتجاجات الجمهور و لاعبي و مدرب المنتخب السلفادوري في
ثني الحكم المصري عن قراره باحتساب الهدف المكسيكي.
الحكم علي قنديل أحد أشهر الحكام في تاريخ الكرة المصرية
و الحادثة الأخرى كانت في كأس العالم 1986 بالمكسيك ، و التي ما زال
العالم يذكرها جميعاً ، حينما سجل الأسطورة الأرجنتينية دييغو ارماندو
مارادونا هدفاً واضحاً بيده في مرمى الحارس الإنجليزي بيتر شيلتون ، إلا
أن الحكم التونسي علي بن ناصر لم يساوره الشك في إحتسابها هدفاً شرعياً
للأرجنتين !!
الحكم التونسي الشهير علي بن ناصر
( حتى كأس العالم لم تخلو من المؤامرات ضد العرب )و انطلاقاً من كأس العالم 1982 إعتمد الفيفا نظاماً جديداً ما زال يطبق
حالياً و هو أن تكون مباريات الجولة الأخيرة من دوري المجموعات في توقيت
واحد لتجنب التلاعب في نتائج المباريات و الإتفاقيات المسبقة بين
المنتخبات . و كان ذلك بسبب تآمر المنتخبين الألماني و النمساوي على
المنتخب الجزائري الشقيق في تلك البطولة ، حيث كان لكل منهم 4 نقاط قبل
الجولة الأخيرة ( كان الفوز حينها بنقطتين ) و كان فوز ألمانيا بهدف على
النمسا يضمن تأهل الفريقين و مغادرة الجزائر بفارق الأهداف ، و ذلك ما حدث
بالفعل في مؤامرة واضحة و صريحة من الفريقين .
المنتخب الجزائري العريق عام 1982
وقد حدثت حادثة مشابهة في مونديال 98 لكنها لم تثبت بالدليل القاطع ، ألا
وهي تراخي المنتخب البرازيلي أمام المنتخب النرويجي ( المتواضع ) لتنتصر
النرويج و ترافق البرازيل إلى الأدوار النهائية ، و يغادر المنتخب المغربي
الشقيق بالرغم من فوزه على اسكتلندا بخماسية نظيفة .
( إيقاف الممثل التشيلي روبرتو روخاس مدى الحياة )في عام 1989 و خلال تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 1990 ، و
اثناء لقاء المنتخب البرازيلي بالمنتخب التشيلي على ارض البرازيل ، القت
الجماهير البرازيلية بعضا من المفرقعات النارية بجوار الحارس التشيلي
روبرتو روخاس فقام روخاس بالتظاهر بالاصابة و بخروج الدماء منه ، ذلك
الأمر الذي جعل منتخب تشيلي يخرج من الملعب و يرفض العودة الى اللقاء الذي
كان المنتخب البرازيلي متقدما فيه بهدف نظيف .لكن الاعادة التلفزيونية
للحدث اظهرت ان الحارس التشيلي كان يمثل ببراعة و ان المفرقعات النارية لم
تصبه ابداً ، بل كانت بعيدة عنه تماماً .
و بناءاً على ذلك فقد عاقب الفيفاالحارس التشيلي روبرتو روخاس بالإيقاف عن
اللعب نهائياً و مدى الحياة ، و منع تشيلي من المشاركة في مونديال 94
بأمريكا . فكان ذلك القرار يعد من اكثر القرارات صرامة بين التي اتخذها
الفيفا طوال تاريخه .
الحارس التشيلي روبرتو روخاس
وهنا مقطع فيديو لحادثة التمثيل الشهيرة للحارس روبرتو روخاس
https://www.youtube.com/watch?v=p8s4NznrWG0&feature=player_embedded
( حياة انسان مقابل هدف بالخطأ )وفي مونديال 94 بأمريكا و بينما كان الجميع يتوقع من المنتخب الكولمبي أن
يقدم الكثير ( بل إن بيليه رشحه للمنافسة على لقب البطولة ) ، لكن
المفاجأة حدثت بمغادرة المنتخب الكولمبي من الدور الأول لهذه البطولة بعد
هزيمته أمام أمريكا بخطأ من مدافعه اندرياس اسكوبار و الذي اخطأ في تشتيت
الكرة لتسكن شباك فريقه ، إلا أن اسكوبار كان قد دفع حياته ثمناً لهذه
الخطأ البسيط بعد يومين فقط من مغادرة كولومبيا للبطولة ، فقد قام أحد
المشجعين ( يعمل مدرساً بمدرسة ابتدائية محلية بكولومبيا ) بإطلاق النار
عليه و رميه بإثنتي عشر طلقة ليقتله عقاباً على هذا الخطأ ، و الغريب في
الأمر أن القاتل كان يصرخ مع كل طلقة " قووووووول " ، و قد حكم على هذا
القاتل بالسجن لـ 43 عاماً و تم تقليصها فيما بعد إلى 26 عاماً ، مع انه
ارتكب حادثة تعد من اسوأ الحوادث في تاريخ كأس العالم ، مما جعلت الفيفا
يعلن الحداد في تلك البطولة حزناً على وفاته .
المدافع الكولومبي اندرياس اسكوبار
الهجمة التي تسببت في مقتل اسكوبار حينما اخطأ في تشتيتها لتلج شباك فريقه
( هاكان سوكور لا يبيع دينه من أجل كرة القدم )و في حادثة دينية مشرفة تناولتها وسائل الإعلام كثيراً و كان بطلها اللاعب
التركي و نجم الإنترميلان سابقاً هاكان سوكور ، فعند وصول المنتخب التركي
الى معسكر التدريب في هونغ كونغ استعداداً لكأس العالم 2002 و المقامة
بكوريا و اليابان, ارادت مجموعة من اللاعبين بقيادة نجم الفريق هاكان
شوكور القيام بأداء صلاة الجمعة جماعةً. و لكن المدرب غونيس لم يكن متحمسا
للفكرة ، إلا أنه تجنب التصادم مع القائد هاكان سوكور , و الذي كان له
تاثير قوي على اللاعبين اكبر من تأثير المدرب غونيس نفسه عليهم , فلذلك
اقترح عليهم ان تتم الصلاة لمن يشاء في الفندق . الا ان سوكور رفض ذلك
فقام اولوسوي رئيس الإتحاد التركي بالتدخل و السماح للاعبين بالذهاب إلى
أقرب مسجد في هونغ كونغ إلى معسكر الفريق حتى يتسنى للاعبين اداء فريضتهم
. لكن المشكلة الأخرى التي واجهتهم بعد ذلك هي عند ذهابهم الى كوريا
الجنوبية , حيث لا يوجد هناك أي مسجد جامع بمدينة اولسان مقر البعثة
التركية ، و لا يوجد كذلك امام يجيد صلاة الجمعة و الخطبة . عندئذ طالب
هاكان سوكور بجلب امام مسجد من العاصمة سيؤل لكن غونيس عارضه خوفا من حدوث
انقسامات بين اللاعبين على هذا الأمر . إلا أن النجم الكبير هاكان سوكور
اصر على موقفه رافضاً اقتراح غونيس و مساعديه بأن يقوم أحد اللاعبين
بإمامتهم . و بالفعل فقد رضخت البعثة التركية لمطالب سوكور و بعض اللاعبين
باستقدام امام جامع من سيؤل يصلي بهم صلاة الجمعة و قامت البعثة بإستقدام
هذا الامام في طائرة خاصة , علماً بأن نجمي الإنتر ميلان حينها هاكان
سوكور و زميله ايمري بيلوزغلو ضغطاً على المدرب غونيس ليقوم بإستبعاد
لاعبين امتنعا عن اداء الصلاة و كانا ضد فكرة اقامة الصلاة الجماعية ،
علماً بأن المنتخب التركي حقق المركز الثالث على العالم في تلك البطولة من
ثاني مشاركة ، كأفضل إنجاز يحسب في تاريخ المنتخب التركي .
النجم التركي هاكان سوكور
علماً بأن بطولات كأس العالم قد شهدت الكثير و الكثير من الأحداث و القصص
المثيرة و التي لايسع المجال لذكرها ، أو أن بعضها ذكرت في التقرير السابق
كنطحة زيدان لماتيراتزي ، و اعتراف الحكم بالهدف الإنجليزي لعام 66 و
غيرها ، لذلك لا نود أن نطيل عليكم بإعادة سردها . و سنتوقف هنا ونشاهد
مجموعة من الأرقام و الإحصائيات الغريبة خلال كأس العالم ....
ثانياً / أغرب الأرقام و الإحصائيات عبر البطولة*تعتبر النسخة الأولى لكأس العالم في الأورجواي 1930 هي أقل نسخة يشارك
بها عدد منتخبات من قارة أوروبا نظراً لبعد المسافة بين أوروبا و
الأورجواي حيث كانت تستغرق الرحلة قرابة الثلاثة أيام في ذلك الحين ،مما
ادى لإعتراض أغلب المنتخبات الأوروبية فلم يقبل بالمشاركة حينها سوى
منتخبات : فرنسا ، و بلجيكا ، و رومانيا ، و يوغسلافيا .
*أقل مباريات كأس العالم من ناحية الحضور الجماهيري هي مباراة منتخب رومانيا و البيرو في كأس العالم 1930 حيث حضرها 300 مشجع فقط !!
*مع ان البرازيلي رونالدو هو اعظم هدافي البطولة عبر تاريخها بـ 15 هدفاً
إبان مشاركته في ثلاث نسخ ( 98 و 2002 و 2006 و لم يلعب في 94 لصغر سنه )
إلا أن الفرنسي جاست فونتين هو أكثر لاعب سجل أهدافاً خلال نسخة واحدة من
نسخ كأس العالم الثمانية عشر السابقة ، حيث انه خلال مونديال السويد عام
58 تمكن من تسجيل 13 هدفاً خلال تلك البطولة فقط .
*يعتبر الظهير البرازيلي كافو أكثر اللاعبين صعوداً للمنصات في كأس العالم
، حيث صعدها لثلاث مرات ( مرتان بطلاً عامي 94 و 2002 و مرة وصيفاً عام 98
) ، و كاد ان يكون مثله النجم رونالدو إلا انه لم يشارك في أي مباراة في
عام 94 لصغر سنه .
*يعتبر لقاء الإفتتاح في مونديال أمريكا 94 بين المنتخب الأمريكي و
المنتخب السويسري هو أول لقاء يجري على ملعب مغطى بالكامل حيث جرى اللقاء
على ملعب بونتياك سيلفردوم بمدينة ديترويت بولاية ميتشغان ، علماً بأن هذا
الملعب لا تدخله أشعة الشمس و لا الهواء الطلق أبداً ، و يتم جلب عشب هذا
الملعب من ولاية كاليفورنيا بالشاحنات كأغلى تكلفة لعشب ملعب آنذاك .
*لا يزال المدافع الجنوب الأفريقي و اللبناني الأصل بيير عيسى هو أكثر
لاعباً يسجل أهدافاً في مرماه في مباراة واحدة في كأس العالم ، حيث كان
ذلك خلال لقاء جنوب فريقيا بفرنسا في مونديال 98 ، عندما سجل في مرماه
هدفين من أهداف فرنسا الثلاثة تاركاً الهدف الثالث للمهاجم كريستوف دوغاري
لتنتهي المبارة بثلاثية نظيفة ، و مع أن اللجنة جاملت بيير عيسى و سجلت
احد الهدفين بإسم المهاجم الفرنسي تييري هنري إلا أن التاريخ لن يجامله و
سيذكر بأنه هو المسجل الحقيقي للهدفين في مرماه .
*أسرع هدف في تاريخ كأس العالم كان من نصيب النجم التركي هاكان سوكور خلال
مونديال 2002 في لقاء تحديد مركزي الثالث و الرابع بين تركيا و كوريا
الجنوبية ، حيث سجل سوكور الهدف الأول لتركيا بعد مرور 11 ثانية فقط من
بداية اللقاء .
*يعتبر المنتخب السعودي من أكثر المنتخبات تسجيلاً للأرقام القياسية خلال
بطولة واحدة ، و كان ذلك خلال بطولة 2002 في كوريا و اليابان ، حيث سجل
للمنتخب السعودي بأنه تلقى أكبر خسارة في تلك البطولة 0 - 8 أمام ألمانيا
، كما انه كان يعتبر أكثر منتخب يضم عدد لاعبين من دوري واحد ألا وهو
الدوري السعودي الذي يضم ( 23 لاعباً ) أي جميع أفراد المنتخب ، حيث لا
يوجد أي لاعب سعودي محترفاً في الخارج ، كما ان اقصر لاعبي البطولة و
اقلهم وزناً كان هو السعودي محمد الشلهوب .
*أكبر نتيجة خلال كأس العالم كانت خلال التصفيات المؤهلة لمونديال 2002
بكوريا و اليابان بين استراليا و جزر الساموا الأمريكية ، حيث انتهت
المباراة بإنتصار المنتخب الأسترالي على منتخب جزر الساموا الأمريكية
بنتيجة 31 - 0 كأكبر نتيجة حدثت في لقاء دولي رسمي على الإطلاق و ليس خلال
كأس العالم فقط ، علماً بأن أكبر عدد أهداف يسجله لاعب خلال مباراة دولية
رسمية كان في ذلك اللقاء هو للاعب جيرالد طومسون و الذي سجل 13 عشر هدفاً
خلال اللقاء .
*حقيقةً لا توجد قصص و أحداث لأي بطولة أجمل من الأهداف فهي المتعة
الحقيقية لكرة القدم ، فلذلك سنقدم لكم أجمل خمسين هدفاً خلال جميع بطولات
كأس العالم الماضية ( من هدف السنغالي ساليف دياو و حتى هدف البرازيلي
كارلوس ألبرتو ) ، بحسب تصنيف أحد المواقع العالمية المعتمدة لدى الفيفا :